قصة قمر والعنكبوت الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

قصة قمر والعنكبوت الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

قصة قمر والعنكبوت الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية


كان يا ماكان كانت هناك طفلة عمرها ٨ سنوات نشيطة جميلة نظيفة دائما تستيقظ مع والديها صباحاً لتصلي وتعد الافطار مع أمها وفي يوم من الايام تأخرت الام في الاستيقاظ .لكن قمر كانت نشطة جداً فبعد أن غسلت فمها وغيرت ثيابها بعد الاستحمام وتعطرت توجهت نحو غرفة والدتها بهدوء فطرقت الباب بكل احترام وهدوء ،ولم تدخل الا بعد أن سمحت لها الام بالدخول وما إن دخلت !!.... حتى رأت والدتها شاحبة اللون مغرورقة العينين فركضت مسرعة نحوها قائلة لها مابك ياامي هل اصابك مكروه ما ؟ نظرت الام الى طفلتها واضعة يدها على خدي قمر قائلة لها: لاتخافي يابنيتي مجرد آلم بسيط ويزول بعد ساعات قليلة .لكن قمر كانت تشعر إن مرض أمها ليس لساعات قليلة بل هناك خطر عظيم ،لهذا توجهت نحو المطبخ بعد أن استأذنت والدتها لتحضير الافطار لها لكنها توجهت قبل ذلك نحو الهاتف وبدأت ترن على خالتها الطبيبة جمانة .وما هي لحظات حتى فتح الخط .نعم اهلا يا مها قالت جمانة .اهلا ياخالة قالت قمر وهنا ...!! تفاجأت جمانة بصوت قمر اذ من المعتاد اختها مها تتصل بها لتسلم عليها كعادتها لكن دخول قمر على الخط بديلا عن مها جعل الشك والريبة يصاحبن جمانة فقالت جمانة بسرعة وخوف: أين أمك ياحبيبتي ؟ هل حدث لها مكروه ما؟ وهنا سمعت جمانة بكاء قمر قائلة لها: ياخاله ان أمي مريضة جداً ولااعلم ماذا أفعل لها !! فهلا تساعدينني ياخالتي الغالية الجميلة .وكانت هذه عبارات مها لأختها. فقالت جمانة : في الحال ياعزيزتي لاتقلقي في الحال أصل لكم .وطلبت منها أن تغلق الهاتف وتجلس بالقرب من امها لأنها تخاف عليها من الخطر ايضاً وفعلا أغلقت الخط قمر لكنها ذهبت بأتجاه المطبخ لأعداد الفطور لأمها وبعد أن هيأته اخذت تجره بعربانة التقديم الى ان وصلت الى الغرفة وما إن وصلت حتى !!! شاهدت امها مرمية على الارض والدم ينزل من فمها .لم تتمالك الطفلة الصدمة فركضت باتجاه امها محاولة معرفة السبب لكن الخوف والقلقل والارتباك جعل عقلها يتوقف فسقطت مغشية على الارض بجانب والدتها .ومرت الساعات وماأن فتحت عينيها حتى وجدت نفسها في سرير غير سريرها وغرفة لاتعرفها وهنا .....!! قفزت بسرعة للنهوض لكن سرعان ما وجدت يداً تقف بجانبها تطبطب عليها بكل رحمة وحنان ، وما إن وجهت عينيها صوب صاحب او صاحبة اليد حتى رأت امراة شابة جميلة تضع فوق رأسها قبعة بيضاء مرتدية صدرية بيضاء نظيفة يفوح منها عطر جميل .وهنا قالت قمر: من أنت ياخالة وأين أنا وأين أمي وخالتي ؟؟؟ نظرت الشابة الى قمر قائلة لها: لاتشعري بالخوف ياعزيزتي أنت في مكان أمن .لقد اغمي عليك وجلبتك خالتك الى هنا .نحن في مستشفى الدكتور خالد أعظم جراح في العراق .نظرت اليها بإستغراب وكأنها تقول لها وما دخلي إن كان عظيم ام غير عظيم لقد سالتك عن أمي وخالتي ولماذا أنا هنا.لكن الممرضة الشابة فهمت نظرات قمر فقالت لها : لاتقلقي أمك في الجناح الاخر من الغرفة وهي بخير لقد استطعنا أن نعالج إصابتها بفضل خالتك جمانة .قالت قمر : وهل تعرفين خالتي؟؟ قالت الممرضة نعم إنها واحدة من امهر الطبيبات هنا في هذه المستشفى .قالت قمر :ما الذي حدث لي ياخالة: قالت الممرضة اسمي صفاء، والكادر الطبي يدعونني بالممرضة صفاء .هزت قمر رأسها موضحة للممرضة صفاء بأنها فهمت ماتقصده بكلمة ممرضة لكنها تريد الاطمئنان ورؤية والدتها فقالت لها صفاء: عليك أن تتحسني حتى تشعر أمك بالسعادة عندما تراك .سكتت قمر معلنة استسلامها لأنها رأت صدق كلام الممرضة وما هي بلحظات حتى جاء الطبيب خالد ومعه خالتها جمانة وهنا.... فرحت قمر كثيرا ً بظهور خالتها لكن تعابير جمانة كانت تعكس حالة مخيفة للغاية؟ وهنا تدخل الطبيب خالدٍ قائلا : كيف حال جميلتنا قمر ؟ قالت قمر بخير ونظرت الى خالتها تستنجد بها وهنا.... توجهت نحوها خالتها واضعة يدها على راسها لتشعرها بالامان فهمست قمر لخالتها ، أين أمي ياخالتي؟ نظرت اليها خالتها بكل حب والدموع بدأت تنسال من عينيها فأسرع الطبيب خالد قائلا ً لها : إنها بخير ياحبيبتي وهي تريد رؤيتك فهل تستطيعين أن تسيري معنا نحو غرفتها في الجانب الاخر من الممر ؟ قالت قمر : طبعا ياعم هيا بنا وبدأت خالتها تحضر لها ماترتديه وساروا الاربعة معاً نحو غرفة الام مها وما إن فتح الطبيب الباب حتى رأت قمر أمها مكبلة بأجهزة عديدة على سرير والحبال في كل مكان  .ركضت نحو امها وهي تبكي فشعرت الام بدموع تنهال على خدها فحاولت أن تفتح عينيها لتطمأن ابنتها قائلة لها: بعد إن رفع الطبيب القناع من فمها.لاتخافي ياعزيزتي ،أنا بخير ،إنه الاجهاد فقط .نظرت قمر وقالت: وماهذه الحبال ياامي والاجهزة الكثيرة ؟ ضحكت وضحك من في الغرفة لكنها لم تستطع أن تجيب فقالت خالتها جمانة : إنها ادوات الشخص المريض وليست حبال نضعها له كي تتحسن حالته . نظرت قمر الى خالتها وفي عينيها سؤال ؟ هل امي بخير ؟؟ لكن جمانة كانت تتهرب من نظرات قمر .وهنا سارع الطبيب لتلافي الامر وقال لقمر : الاتريدين ان تشاهدي باقي أجزاء المكان ياعزيزتي هناك حديقة جميلة داخل المستشفى ،ونظر الى الممرضة صفاء طالبا ً منها أن تأخذ قمر لكي يكملوا عملهم .لكن قمر رفضت فنظرت الام اليها بعين محب فهمت قمر كلام امها من تلك النظرة وبدأت بالخروج مع صفاء .وخلال سيرها في المستشفى رات الكثير من الناس لكنها لم تتكلم ابداً فأرادت صفاء أن تكسر الحاجز الذي بينها وبين قمر فقالت لها: هل تعرفين العزف على البيانو ؟ نظرت قمر بإتجاه الممرضة صفاء مستغربة من سؤالها ؟فأكملت صفاء حديثها ،إن في نهاية الممر مجموعة من الالات الموسيقية نستخدمها كعلاج للمرضى .وهذا اختراع جديد إكتشفه الطبيب خالد .فهل تريدين أن تشاهدي هذه الالات ؟ لم تعلق قمر عن الكلام لأنها كانت مشغولة وتفكر بامها المسكينة وهنا سمعت صرخة قوية بالقرب من غرفة والدتها فركضت مسرعة تاركة الممرضة صفاء وماإن إقتربت من الغرفة حتى وجدت خالتها تصرخ وتضرب على وجهها وفوق أمها غطاء ابيض غطى كل جسمها فركضت نحو امها قائلة لمن في الغرفة : لاتجعلوا الغطاء فوق وجه امي لأنه سوف يؤذيها ؟؟ وماإن سمعت خالتها صوتها حتى حضنتها بقوة وقالت لها : الى من تركتك اختي الغالية ياحبيبتي وكيف ستعيشين بدونها ؟ وهنا نظرت الى خالتها رافعه وجه خالتها بيديها ماذا تقصدين ياخالتي ؟ فرجعت جمانة تحضن قمر والدموع تتساقط من خديها وتسقطع على اكتاف قمر لكن سكوت الجميع ارعب قمر فتوجهت نحو أمها قائلة لها: أمي أمي أمي هيا استيقظي لقد اعددت لك الطعام في البيت فهلا نفعل كما عودتني وبدأت تلامس يد أمها ولاول مرة تشعر ببرودتها فشعرت بالخوف والرعب قائلة لخالتها :خالتي لماذا لاتجيبني أمي هل هي غاضبة مني ؟ لم افعل شيء يغضبها وهنا!! تقدم الطبيب نحو قمر قائلا ً لها: ياحبيبتي وقمري هل استطيع إن اسألك سؤال واحد فقط؟نظرت اليه وفي عينها كلام فهمه الجميع .لكن الطبيب ظل يتكلم معها قائلا لها: عندما نتألم الى من نلجأ ؟ نظرت اليه قائلة الى امي وأبي فقال لها وإذا لم نجدهما إين نذهب ؟ فأجاب قبل أن تتكلم قمر وقال: نتوجه الى الله هو الذي خلقنا وهو الذي يحبنا ونحبه واذ ارادنا أن نكون معه ماذا نفعل ؟ قالت قمر نذهب اليه .لكن كيف نذهب اليه لأن أمي تقول إن الله لا نستطيع أن نراه الا في قلوبنا وفي سجدتنا ونحن نصلي له .قال خالد هذا صحيح لكن الله يستطيع أن يجعلنا نصل اليه عندما يجدنا وصلنا من المرض والتعب بحيث يريد أن يريحنا .وهكذا والدتك ياحبيبتي أصابها التعب منذ سنين لكنها لم تقل لك لخوفها عليك . والله سبحانه وتعالى يحب والدتك فطلب منها إن تأتي اليه دون نقاش .نظرت اليه وهي لاتعلم ماذا تقول .فالكلمات اكبر من عقلها الصغير فنظرت صفاء اليها قائلة لها: إن أمك قالت لي بأنك تلميذة ذكية وخاصة في مادة الاسلامية لذا سوف اختبرك قليلاً ؟ انا ابكي كثيراُ لأن أمي توفيت قبل فترة بسيطة وسألني إبن أختي عن سبب دموعي فقلت له إني إمي توفيت لكنه لم يعرف معنى هذه الكلمة فماذا أقول له؟قالت قمر : قولي له انها صعدت الى السماء هناك لتعيش مع من الملائكة الطيبون .وهنا قال خالد لقمر اذا ياقمر لقد صعدت مها الى السماء مع الملائكة الطيبين وعلينا أن ندعو لها بالرحمة والخير اليس كذلك ؟ لكن كلمات خالد جعلت من قمر تصرخ وتصرخ وترتمي بأحضان إمها وهي تقول لها لاتتركيني وحيدة ياامي فأنا لااحب البيت من غيرك هيا قفي أنت تحبينني ولاترغبين أن اذرف الدموع الكثيرة لقد قلت لي هذا في الصباح أرجوك ياامي .لكن لامجيب لدموع وصوت قمر وهنا... علمت حقيقة الامر علمت إن أمها ذهبت بعيداً من غير رجعة .وهنا وضعت يدها بيد خالتها وهي تبكي بحزن شديد فأخذت جمانة تبعد يد قمر عن يد أمها وهي ترفض رفضاً قاطعا ً وبين صراخ وبكاء إستسلمت  قمر للامر الواقع وبدأت التحضيرات لدفن والدتها وهي تنظر الى امها كأنه شريط فلم من الكارتون تحاول أن تغلقه حتى لاتصحوا على حقيقته .ومرت الايام وقمر في بيت خالتها دون كلام . فشعرت جمانة بالخوف عليها فقالت لها:هل تريدين إن نذهب الى مكان ما ؟ لكن قمر لم تجب وفجأة لاحظت جمانة إن قمر دائمة النظر الى زاوية الحائط محاولة عدم رمش عينيها ابداً وهنا ...!! وجدت جمانة عنكبوت ابيض يحاول أن يبني بيته فقالت لقمر : هل ترغبين أن اشتري لك عنكبوت مثله ؟ لكن جواب قمر فاجأ جمانة اذ قالت لها: إن أمي قالت لي منذ زمن طويل عندما اغادر هذه الدنيا سوف أأتي لزيارتك دائماً فسألتها وكيف تغادرين ؟ فقالت : نحن خلق الله وكل إنسان يغادر الارض مثلما يغادر من بيته لكن الفرق إن الخروج من البيت قد نستطيع العوده اليه لكن الخروج من الدنيا ليس بأمرنا بل بأمر الله فهو الذي يحدد متى نبقى فيها ومتى نغادرها ،لكن علينا أن نغادرها ونحن نعلم إن الله لولا يحبنا لما طلب منا مغادرتها وعلينا أن نتركها والناس تحبنا وتدعو لنا بالخير ويحزنون لخروجنا لايفرحون لخروجنا
قلت لها: ماذا تقصدين ياامي؟قالت لي: كل إنسان يعمل الخير ولايؤذي أحداً يحبه الله ورسوله والناس والعكس صحيح كل إنسان يعمل السوء يكرهه الله ورسوله والناس .فعلينا ان نترك السمعة الطيبة عند مغادرتنا لهذه الدنيا .فقلت لها :الم تقولي لي إن ارضاء جميع الناس مستحيل فعلينا أن نسعى لارضاء الله قالت لي: نعم صحيح لان في هذه الدنيا يوجد الجيد والمسيء فالجيد يرغب أن تكوني مثله والمسيء يرغب أن تكوني مثله لكن أفضل شيء هو أن تكوني مع الله بأن تطبقي تعاليمه الكريمة كما تعلمكم معلمتكم سهاد اليس كذلك .فقلت لها نعم ياامي .ثم سكت وقلت لها ياامي وهل استطيع أن أراك بعد الموت؟ قالت لي كلما اشتاق لك او تشتاقين لي قولي لرب العالمين إنني أشتاق لأمي كثيراً يارب عندها سوف يجعلك ترينني في الحلم لكنني اشعر إن هذا العنكبوت هو روح امي لأنها تنظر الي كثيراً وهنا.... بكت  جمانة وقالت لها: كلا ياحبيبتي ان الارواح لاتأتي هكذا بل تأتي في الحلم مثلما قالت لك أمك لذا دعينا نحضن بعضنا البعض ونذهب الى السرير لنرى امك الحبيبة . وهكذا سارت قمر مع خالتها في ظن منها إن ترى والدتها في الحلم مرة أخرى
معلومات مصدر القصة 
الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

Posted from: this blog via Microsoft Power Automate.

ليست هناك تعليقات