قصة أثر الصمت – الكيمياء والجريمة بقلم محمد طه من دولة السودان
قصة أثر الصمت – الكيمياء والجريمة بقلم محمد طه من دولة السودان
قصة أثر الصمت – الكيمياء والجريمة بقلم محمد طه من دولة السودان
في أعماق منشأة بحثية تحت الأرض، وفي ساعة متأخرة من الليل، أصدر نظام المراقبة الحيوي إنذاراً داخلياً بصوت منخفض، بالكاد يُسمع.
رسالة التنبيه كانت واضحة:
انخفاض حاد في وظائف الجسم – الدكتور منصور – الحالة حرجة."
تحرك الفني المناوب بسرعة، وبلغ وحدة الطوارئ، لتصله الردود خلال دقائق.
الطبيب المناوب، د. رائد، وصل إلى غرفة 4C و جلس أرضا بجوار العالم الشهير.
لا كدمات... لا سكتة قلبية... لكن الجسم منهار... هناك شيء غير عادي يحدث هنا."
وبينما كانت وحدة العناية تقوم بإجراءات الاستقرار، قام المسؤول الأمني برفع بلاغ رسمي إلى قسم التحقيق العلمي.
وصل الإشعار إلى المحققة ليان، التي كانت تتابع قضية أخرى، لكنّ الرمز المكتوب في البلاغ شدّ انتباهها:
مذكرة شبه محترقة… تحمل عبارة: 81... الصمت القاتل.
تمتمت وهي تفتح الجدول الدوري على جهازها:
العنصر 81 هو الثاليوم… لا لون له، لا رائحة… يدخل الجسد بصمت، ويبدأ في تدميره دون أن يترك أثراً يُذكر.
في مقر الحادث، استقبلها مشرف المختبر، د. سامي، وقال:
كان د. منصور يعمل على تركيبة تكشف وجود الثاليوم في الجسم في أقل من 6 ساعات. المادة كانت شبه جاهزة.
رافقها إلى غرفة الفحص، حيث بدأت مع مساعدتها سارة بتمشيط المكان. وجدت خصلة شعر صغيرة قرب جثة العالم، ومذكرة محترقة جزئياً، مكتوب فيها الرمز الغامض.
سارة تساءلت:
هل هو رمز؟ تهديد؟ أو مجرد نداء للفت الانتباه؟
أجابت ليان وهي تنظر عبر الميكروسكوب:
هو مفتاح. العنصر 81 ليس مجرد رقم… إنه القاتل الصامت.
طلبت ليان فحص الحمض النووي للشعر، وكان التحليل صادماً: لا ينتمي لأي شخص مسجل ضمن طاقم المختبر.
راجعت تسجيلات المراقبة، وظهرت لحظة دخول شخص مجهول يرتدي زي المختبر، ويتوجه مباشرة إلى جهاز تحليل العينات… ثم يخرج قبل وقوع الحادث بلحظات.
وجهه غير واضح، وتصريح الدخول غير موجود في السجلات.
دخلت ليان إلى مكتب رئيس الأبحاث، البروفيسور نادر، وأخبرته بنتائج التحليل.
قال وهو يشير إلى ملف خاص:
منصور أخبرني قبل أسبوع أنه يشعر بأنه مراقب… وطلب مني الاحتفاظ بنسخة سرية من أبحاثه
تحللت ليان الأدلة، وراجعت بقايا مذيب عضوي وُجد بجانب المنضدة، فتبين أنه حامل نشط لعنصر الثاليوم… وهو غير مدوّن في سجل الاستخدام الليلي.
قال د. سامي وهو يشاهد الشريط:
هذا شخص يعرف المختبر جيداً، بل يعرف مزايا الأمان أيضاً.
وفي الاجتماع النهائي، وضعت ليان التقرير الكامل أمام لجنة الأبحاث، وقالت:
لقد كشف لنا العنصر 81 ليس فقط وجهه القاتل، بل أيضاً العالم الخفي… حيث تختلط العلوم بالأسرار، والنية بالمادة. منصور لم يكن ضحية حادث، بل ضحية صراع علمي خفي… وجريمة ذكية تسللت بصمت، كما يفعل الثاليوم تماماً."
معلومات مصدر القصة
الكاتبة : الاستاذ محمد طه من دولة السودان
Posted from: نأسف...
يمكنك الاطلاع على الاسئلة والاجوبة على الرابط التالي اذا لم تجدها في هذه الصفحة...
روابط المقالات المنشورة:
التعليقات على الموضوع