قصة 🌿 ظلُّ الشجر و طيب الأثر بقلم محمد طه من دولة السودان
ظلُّ الشجر و طيب الأثر بقلم محمد طه من دولة السودان
ظلُّ الشجر و طيب الأثر بقلم محمد طه من دولة السودان
في قرية صغيرةٍ تحيط بها الجبال وتغمرها الشمس، عاش فتى يُدعى آدم، يحب الزرع ويهوى الخير. كان له جدٌ حكيم اسمه صالح، دائمًا ما يردّد: "الزرعُ زرعان، يا بني... زرعُ الشجرِ وزرعُ الأثر".
في أحد الأيام، أهدى الجدُّ لحفيده شتلة زيتون وقال له:
اغرسها هنا، فإن نمتَ اليوم شجرة، ربحتَ ظلها وثمرها... لكن إن غرستَ الخير في الناس، ربحتَ محبة الله ثم البشر.
أخذ آدم الشتلة وغرسها قرب المسجد، وسقاها كل صباح، وأهدى المارة ابتسامة وكلمة طيبة.
مرت السنون... وكبرت الشجرة، وظلها صار ملاذًا للأطفال والفقراء، وثمرها طعامًا للمحتاجين. أما آدم، فقد غرس الطيبة في كل قلبٍ حوله.
وفي يومٍ ممطر، توفي الجدّ صالح، ووقف أهل القرية تحت الشجرة يبكونه، وقال أحدهم وهو يضع يده على الجذع:
صالحٌ لم يزرع زيتونة فقط... لقد زرعنا في قلوبنا حبًّا لا يُنسى.
ابتسم آدم، ونظر إلى السماء وقال:
ها أنا أكمل الزرع، يا جدي... بين ظل الشجر، وطيب الأثر.
الزرعُ زرعانِ في دربِ الحياةْ
زرعُ الشجرِ... وظلُّهُ في المماتْ
ينمو على ضوءِ الوفاءِ ويزهرُ
ويُسقي العابرينَ ثمرَ الثباتْ
لكنَّ أكرمَ الزرعِ في الأثرِ الطيّبِ
يبقى إذا فنيَ الجسدُ وتلاشى التعبِ
زرعُ القلوبِ بحسنِ القولِ والفعلِ
فيحصدُ المرءُ حبَّ اللهِ وصحبِ
فازرعْ جمالَ الأثرِ في كلِّ مَسيرْ
دعْ طيبَ خُلقِكَ كالعطرِ يسيرْ
فالشجرُ يورقُ في ظلِّ المواسمِ
لكنَّ الأثرَ يورقُ في الصدورِ الغزيرْ
معلومات مصدر القصة
الكاتب : الاستاذ محمد طه من دولة السودان
Posted from: نأسف...
يمكنك الاطلاع على الاسئلة والاجوبة على الرابط التالي اذا لم تجدها في هذه الصفحة...
روابط المقالات المنشورة:
التعليقات على الموضوع