قصة الالم الطويل الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
قصة الالم الطويل الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
قصة الالم الطويل الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
في ظلمة الليل الحالكة وفي زاوية من زوايا غرفتي كنت واقفة قرب نافذة غرفتي التي سقطت عليها بعض من قطرات الماء و كأن النافذة شَعرُ فتاة تمر عليه اسنان مشط ومن شدة نعومته سارت اسنان المشط بكل سهولةويسر و كأنها شلالات ماء تنهمر على صخور الجبال بكل عذوبة هكذا رأيتُ قطرات الماء تنهمر على النافذة وانا اراقبها كالعاشق الولهان لحبيبته ،جاء الشتاء وبعد انتظار، نزلت أوّل حبات المطر كاللؤلؤ والماس، ذلك الهواء الذي أرجح ستائر منزلي وتلك القطرات التي سقطت متراقصة على شباك غرفتي. إنها الساعة الثالثة صباحاً حيث اتحدث مع نفسي دائماً في هذا الوقت اعاتبها واحاسبها او قد اتلمس بأصابعي على كتفي لاشعرها بالامان واقدم مختلف التوجيهات لها كي تبقى بخير دائما ً لأنني مؤمنة إن محاسبة ومكافئة النفس من قبلك تجعلك في امان دائم لأنك اكثر شخص المفروض ان يقدر نفسه حتى لاتسقط فريسة الاعداء واصحاب الزلات الذين يتربصون لك قبل الاعداء الذين اطلقت عليهم لقب ( اشواك الاخطاء) وانا جالسة متأملة هذا المنظر الالهي الخلاق ، شعرت بخيالٍ ظهر أمامي فبدأت استيقظ من حلمي الساحر وانتبه لمايجري من حولي واتعرف على صاحب هذا الخيال والظل وفجأة ؟؟؟!!! ظهر لي جسم ضخم ملثم ومرتدياً ملابس سوداء كأنه الليل يقفز من سور جارتنا ام عبد الله وهنا...!! جعلته الصدفة ينظر بأتجاه نافذتي واذ به يرى ظلي من خلال نور غرفتي الخفيف الذي طالما استخدمه عند المطر لأضفي جو من الجمال على غرفتي ليشعرني بالشتاء وسكونه. رأيته يتمعن بأتجاهي فهربت خوفاً منه خلف حائطي وبين لحظة واخرى انظر بخفية عليّ استطيع أن اراه يبعد نظره عن غرفتي وفجأة ...!! وانا أنظر ظهر شكله امامي وهنا .... صرخت صرخة قوية جعلت كل من في البيت يستيقظ .احمد أخي غرفته قريبة على غرفتي راكضاً نحوي، اسماء ماذا بك افتحي الباب رجاءًا .لم اجبه وهنا ... دفع الباب بقوة فوجدني مغمى عليه على الارض ،حملني بيديه القويتان ووضعني على سريري وهنا ...!!؛؛؛؛ بدأ الجميع بالحضور والسؤال عني .وبعد فترة طويلة تقريباً نصف ساعةٍ استطعت أن أستعيد وعي كاملاً وهنا ....قال أبي : أسماء إبنتي ماالذي حدث لك بحيث أطلقت هذه الصرخة القوية !؟؟؟ نظرت ُ اليه وعيون الجميع تتربص جوابي ؟ قلت له: لقد كنت ارى زخات المطر وكانت حواسي جميعها معه وفجأة ظهر هر اسود افزعني لأنك تعرف ياابي شعور المرء عند الاندماج .أعتذر لكم جميعاً عما بدر مني .أمي : لا بئس عليك ياحبيبتي المهم أن تكوني بخير ودعني الجميع متمنياً لي ليلة سعيدة .شكرتهم وانا اعلم إن لحظة الصراخ وبعدها لن تكون سعيدة أبداً لكنني كنت أتأمل بعقلي خيرا ً كثيراً. ومرت اللحظات والدقائق وانا افكربماحدث ؟ ترى هل رأني فعلا ؟ وماذا سيفعل بي؟ وماالذي حدث لام عبد الله ؟ وماذا كان يفعل في بيتها ؟ كل هذه الاسئلة تمر كشريط سينمائي امام عيني وفي عقلي .اه من عقل اتعبته الحياة وهو في بداية المشوار .عم الهدوء والسكينة في البيت والى قلبي بعد أن قرات سورة ( الايلاف) ونمت نوماً عميقاً ولم أشعر بجسدي .أمي : فاطمة استيقظي ياابنتي لقد حل الصباح وانتي مازلتي مستلقية في فراشك .كيف اصبحتي ياحبيبتي ؟؟ لقد غرقتي بأحلامك الجميلة ولم تستيقضي الى الان .نظرت اليها وانا اشعر بتعب جسدي كبير كأني حملت جبل على كتفي .اه ياامي كم كان الامس شاق عليه اشعر بتعب شديد جداً.أمي هيا هيا لاتتكاسلي اخذتي قسطك الطويل من الراحة .علينا انجاز امور كثيرة اليوم ،ومن ضمنها زيارة جارتك ام عبد الله .وماإن ذكرت هذا الاسم حتى اعادت شريط الاحداث مرة اخرى وهنا .....!! قالت أمي: مابك ياحبيبتي قد اصفر وجهك عندما ذكرت اسم جارتنا أمامك .هل منزعجة من امر ما منها ولا اعلمه ؟؟ انا: كلا ياامي لكني تذكرت حلمي الذي حلمته بها اليوم ،واشعر بالقلق عليها.امي: لاتخافي ياعزيزتي ،فلكل انسان ملائكة تحفظه في الليل والنهار واعتقد والعلم عند الله إن للكبار مكانة عند الله كبيرة بسبب طيبة اخلاقهم وصدقهم وامانتهم التي بدأنا نفقدها بمرور الوقت من بعض النفوس الضعيفة التي عكست على المجتمع صورة سيئة فاصبح الجميع بائس مهموم . نعم ياامي كلامك صحيح جدا هذا ماقلت في لساني لكن عقلي يفكر بجارتنا وبحالها .يارب اكتب لها الخير فهي فعلا من اصحاب القلوب الجميلة التي تشعرك بحلاوة الحياة وجمالها لما ينفرد اسلوبها بالفاظ عميقة وغزيرة المعنى وتجارب دلت على أن هذه المراة ذات خبرة لايستطيع احد ان ينكرها فكل لفظ تستخدمه له ايقاع في قلبي لجمال صورته الباهرة .وهنا بدات بالنهوض والاستغفار داعية في سريرتي الخير لهذه الملاك الذي خلقه الله تعالى وانزله على ارضنا التي اصبحت تحوي شياطين الانس التي نتعوذ منهم اكثر من الشياطين التي سمعنا عنهم في القران الكريم والقصص والروايات الاسلامية.وبدأت بإعداد الفطار لأهلي وهنا ...!! دخل اخي احمد قائلا ًلي : اليوم اراك في احسن حال ياحبيبتي الحمد لله إنك بخير.لقد اخفتني عليك يافاطمة .
،فأنت عيني التي اراى بها.نظرت اليه وشعرت أن وجنتي قد اصابها حرارة قوية من شدة الخجل .فضحك اخي وقال: مااجمل هاتين الوجنتين الحمراويتين عند الخجل.ووضع اصبعيه الابهام والسبابة على اسفل ذقني فجعلني ازداد خجلا ً اكثر فقال:سوف اخرج لاترتبكي اكثر ان كنت انا اخوك تخجلين مني فكيف بنصيبك الذي يأتي كيف تتصرفين .وغمز غمزة جعلتني اشعر بالخجل الشديد فوضعت كف يدي الاثنتان على وجهي كي ابعد نظراته عني .فقال : لقد خرجت وضحكاته العالية تبتعد عن مكان تواجدي .ورجعت اكمل اعداد الفطور لأهلي وبعد الانتهاء طلبت من الجميع الحضور لتناوله .وبعد الانتهاء بدانا انا واختي الصغرى سلوى بترتيب المطبخ والبيت كل واحدة تعرف واجبها .ومرت اللحظات وفكري مشغول باام عبد الله اتمنى ان اراها ،وهنا....!! سمعت صوتها تنادي على امي : ياام احمد ياام احمد .لم استطع ان اتمالك نفسي من شدة فرحتي بوجودها وأنها بخير ولم تصب بأذى لكن....؟؟ من هذا الشخص الذي كان داخل بيتها وماالذي اراد من هذا البيت ولو كان سارقاً فماذا سرق .كل هذه الاسئلة اعادت الى ذاكرتي الحدث والسؤال الاهم هل تعلم ام عبد الله بوجوده ام لا. مرت الايام وانا متحيرة بين افكار مخيفة .هل اذكرها لأهلي ام اكتمها بقلبي وإن كتمتها ماذا يحدث قد تحدث امور لاتحمد لكنني تركت افكاري جانباً وبدأت اتفحص الاخبارفي النت عليّ اجد لي وظيفة اغرق نفسي بها بدل الافكار السوداوية التي تملكتني وهنا....؟؟!! وبعد مرور اخبار كثر وجدت خبراً يشبه الحدث الذي رأيته .الا وهو سطو مسلح على منزل الفنانة ؟؟ وتعرضها للطعن بعدة طعنات من قبل مجهول والشرطة تتابع الاحداث بعمق وسوف تكشف الايام عن سر عميق لايعلمه الا الله. ومرت الايام ولم يكتشف سر الجريمة واغلق الجريمة واعتبر القاتل مجهول اما انا لم انسى المجهول الذي ارعبني ليلاً ونهاراً لكنني حاولت ان أنسى لان الذي يعيش في الماضي لن يعرف لذة الحاضر ابداً. وفي يوم الاحد المصادف ٢٣/٤/٢٠٢٤ كنت قد قدمت الى وظيفة ساعدتني على وجودها صديقتي رنا وبدأت بالاستعداد لهذا اليوم الجديد الذي اتمنى ان يكون حافلاً بالخير بعيداً عن الشر بأذنه تعالى .وفعلا ً اوصلني أخي الى مكان العمل وانا اقرأ بعض الايات لتسيير امري واخي يخفف عني توتري وهنا ...!! وصلت في الساعة ٨ حسب الموعد المحدد وانا اصعد سلم الدرج صادفت نماذج مختلفة من الموظفين وأنا أفكر هل سأكون واحدة منهم ياترى وهل سأكون مبدعة مثلما فكرت وهنا ظهر شخص طويل ضخم الجثة يرتدي قاط يعبر عن هيئته الراقية وماان التقت عيني بعينه حتى انحنى براسه مسلماً بصوت يظهر شخصية قوية تعلم ماذا تريد وقال لي: عذراً هل جئت للمقابلة ؟؟ قلت نعم استاذ .تبسم ابتسامة جعلت قلبي يقفز من اضلاعه وتمنيت أن يسألني اكثر .ماالذي يحدث لي اني شاهدت الكثير وتعاملت مع الكثير من الرجال ولم اشعر بهذا الشعور أبداً !!! ماالذي يحدث لي؟؟ وهنا وصلنا معا وانا احاول اخفاء نظراتي التي كانت تفضحني تارة وتارة تكون طبيعية وهنا توجه نحو بابٍ كبير خاصٍ بموظفي الدائرة الكبار وعلمت من خلال مامكتوب من لافته اعلى الباب/ غرفة مسؤولي التعيين/ ماهذا هل هو من يحدد قبولي ولماذا لم يذكر لي ؟؟ وهنا قلت لنفسي ومن أنا وكيف يتكلم معي وهو لايعرفني وفجأة رأيت نفسي اقف في ممر طويل يحوي مجموعة من الكراسي معدة للجلوس لمن يتقدم للتعيين . فاتجهت نحو كرسي بعيداً عن الكل وهنا ....!! ظهر رجل متوسط القامة التجاعيد ظهرت عليه وعبرت عن آلم السنين التي كان يعيشها وهنا ...؟؟ قال : رجاءاً ايها الحضور ارجو منكم الانتباه ؟ سوف اذكر اسم كل شخص ومن اذكر اسمه يدخل من هذه الباب بأتجاه لجنة القبول . وفعلاً بدأ ذكر الاسماء وأناانتظر دوري ومرت فترة طويلة ولم يذكر إسمي حتى إني شعرت بأنهم إكتفوا بالعدد لكني لم اخرج من المكان وهنا ... ؟! سمعت اسمي ينطقه كأنه منحني ماءاً ارتوي به لشدة العطش الذي أعانيه والقلق الذي لازمني بدأت اخطوا خطواتي وكلي ثقة بأن الله معي وإن معلوماتي لاتقل شأناً من الاخرين اذ لم أكن افضلهم .وسرت وشعرت أن الباب الذي مسافته قصيرة أصبحت بعيدة عني بعد السماء والارض .وهنا لم أشعر الا وأنا قريبة من لجنة التحكيم اذ افكاري جعلتني اتخبط يميناً ويساراً ولم أشعر بخطواتي الا في الوقت المتأخر اذ إكتشفت ان اقدامي تسير من غير علم مني وهنا ايقظني صوت قوي يعبر عن صلابته وخشونته وتمكنه من مكانته ،فقال لي: تفضلي واجلسي بهذا المكان ياسيدتي .وماإن نظرت اليه حتى وجدته ونفس الابتسامة التي رأيتها على سلم الدائرة ظهرت الان لكن بعين توضح لي بأن اطمئن لوضعي وحالي .وهنا بدأت الاسئلة من الاساتذة ومن ضمنهم سيدة شابة فائقة الجمال اظهرت ملامحها بأنها تملك الدنيا بمافيها وتنظر للغير بعين الاستهزاء فقالت لي: لماذا تريدين هذه الوظيفة هل انتي تحتاجين الى المادة ام الى العلم ؟ نظرت اليها بإستغراب قائلة لها: لاانكر إن المادة نسعى لها جميعاً لكي تظهر لنا متعة الحياة لكن لولا العلم لما توصلنا اليها .وهنا وقعت عيني على الاستاذ واذ به ينظر الي نظرة جعلتني أخجل وأفرح بنفس الوقت لكني تركت نظراته جانباً وأكملت حديثي قائلة : ان خبرتي العملية قليلة جداً لكنني استطعت أن أعمل مشروعان مفيدان أتمنى ان تنال إعجابكم .وهنا قالت السيدة الشابة : نحن من يقرر مفيدان ام لا .سكت ولم أستطع أن أقنع نفسي بأن التي تناقشني سوف أكون جزءاً منها عند قبولي بهذا العمل .فكيف التعايش مع شخص يجعلك إنك أدنى منه وهنا قال (حارث)وهذا ماكان اسم الشخص الذي صادفته على سلالم الدائرة .حسناً ياسيدتي أم انستي ؟ قلت: أنسة. قال : سوف نرى إضبارتك وإن كان لك نصيب معنا فسوف نكون مسرورين جداً لوجودك معنا .وهنا علمت أن كلامه دل على إنهاء المقابلة إنحنيت لهم تاركة أملاُ ضعيفاً بالقبول .وماان خرجت من باب الدائرة حتى وجدت احمد أخي ينتظرني لكن ملامحي كانت تنطق قبل لساني فقال لي: الا تؤمنين بأن الله هو من يرزق النملة وهي تحت صخرتين ؟ قلت نعم بالتأكيد.قال: إذا إتركي الامر لصاحب الامر ودعينا نتناول بعض الطعام في مطعم لم تريه من قبل ؟؟ نظرت اليه وعيني تلمع من الخجل ومن الحب له معبرة عن إمتناني له .لكني لم اذكر ذلك لانه يرفض ذكر ذلك لأنه يعتبره واجبه .سرنا بسيارته وتوجه نحو مطعم من هيئته الخارجي يدل على نظافته وجماله وهنا خرجت بخطوات واثقة حتى لااشعر نفسي وغيري بأن امراً ما حدث لي . ودخلت انا واخي وأخترت المكان بإعتباري أنسة وهذا تقدير للمرأة من قبل الرجل الا وهو أن تختار مكان الجلوس ليشعرها بكمالها وماان جلسنا بدا الكابتن بتقديم قائمة بالطعام وبين اختياري وأختيار أخي تم تحضير المائدة .وهنا ....؟؟ ظهر حارث بخطواته الواثقة وبطوله الفارع الذي يجعل أي فرد يقدره فلم يكذب من قال : (الطول هيبة) فعلا لأنها تمنح الشخص القدرة على تملك الجميع هذا ماكنت اشعر به ولا اعلم افكار الناس فالاراء ووجهات النظر تختلف من شخص لأخر .وهنا رأيته ينظر تجاهي ويهرب بنظراته كي لايشعرني بأنتباهي له وانا كذلك مثلما يفعل أفعل كأن شي قد ربطنا معاً وبين أفكاري وحركاته قال أخي احمد : اسماء ؟ هل هناك مايزعجك ؟ قلت له : كلا ياعين اسماء وقلبها لكني أردت أن أخبرك بأن عضو من اللجان يجلس أمامي لكن إحذر أن توجه انظارك تجاهه .ضحك أحمد قائلاً: يالك من طفلة صغيرة لم ولن تكبري أبداً يااختي انا رجل ولست بطفل.قلت له: اعتذر يااخي هو مجرد تنبيه لك .قال: لاتهتمي للامر وهيا نأكل حتى لا نتأخر عن امي وابي .وفعلا بعد الانتهاء وتسديد مبلغ الطعام بدأنا بالاستعداد للذهاب وماان قمنا حتى وجهت نظري نحو حارث فوجدته ينظر لي وعينه فيها لمعان غريب لم اعهده من قبل فوجهت عيني بإتجاه الباب وماان وصلنا نحو الباب حتى وقف حارث لان مكانه قريب من الباب قائلاً لأخي: مرحباً عذراً لتطفلي لكني مسؤول دائرة التعيينات التي قدمت الانسة لها ووجه باصبعه نحوي.وقد تم أختيار الانسة لما تمتلكه من مؤهلات عالية تجعل من شركتنا متطورة باذن الله .وهنا ....!! نظر اخي بأتجاهي لكن بكل برود قال لحارث: فعلاً كنت متأكد من ذلك فانا اعلم مؤهلات أختي اسماء.ابتسم حارث ابتسامة طويلة هذه المرة لكن نظراته كانت تقول لي تحدثي دعيني اسمع صوتك الدافىء لماذا تقفين متبسمرة بدون تعابير .وهنا قلت: شكرا لك يااستاذ وسوف أكون عند حسن ظنك بي بأذنه تعالى .وغادرنا الاثنان تاركة اسئلة محيرة في عقلي ترى ولماذا وهل وكيف ؟؟؟ كلها كانت تصب بنفس الموضوع ( حارث) وماان عدت الى البيت حتى بدأ احمد بإخبار الجميع وبدأت الهلاهل تعم ارجاء بيتنا الذي فقدت فرحته منذ وفاة جارتنا ام عبد الله .وبعد مرور يومين رن الهاتف ليخبرني عن موعد الحضور وبدأ يوم جديد من حياتي . لم اكن اعلم إن الايام التي أرعبتني واحزنتني سوف تفاجأني بأيام جميلة لم تخطر على بالي رغم أحتوائها على براكين من الغضب ولهيب من نار قد كنت قد إفتكرت إنها أنطفأت !!ّ! ومرت الايام وانا أعمل بكل جدٍ ونشاط مخلصة لعمل إعتبرته أمانة حملها الله لي لتحقيق الخير للجميع وتعويضاً لهم لما عن مايفسده النفوس الضعيفة .حارث: أسماء مااخبار مشروعك الجديد ؟؟ أسماء أي مشروع ؟ أنا الان أقوم بإثنين الاول مخطط لسد الموصل والثاني مخطط لجسر جديد يخفف العبء على الناس اذ تم تنفيذه.حارث : رائع انا لدي موعد مع مدير رئيس الوزراء واتمنى أن تأتي بالمخططين لكي يطلع عليه ويلقي نظرة لابداعاتك عله يرى منك مااراه .وهنا نظرت اليه لأشكره وياليتني مانظرت ؛ تلك العين الواسعة التي تبحث عن عيني لتحدثها ماتحوي من بلاغات اللغة العربية بتفاصيلها الدقيقة من عبارات الحب والاعجاب .لم استطع الاستمرار في عينيه وفي نفسي أمنية بأن يتوقف عن النظر لي لأنني لم اعهد الى مثل تلك النظرات وهنا.....!! لم أشعر الا وخطواته تقترب مني وبأقتراب خطواته بدأ قلبي ينبض نبضاتٍ من الحنان والخوف والشوق واللوعة والحرمان كل تلك العبارات حملتها تلك النبضات .ترى لماذا يحدث لي ذلك ؟؟ قال حارث: هل ستذهبين معي ؟؟ كنت اتمنى أن ارفض طلبه لكن لساني لم يطع عقلي وأجاب مسرعاً أتشرف أن اكون معك يااستاذ .حارث: أسماء ممكن أن تقولي لي حارث عندما نكون معاً .لم استطع رفض فكرة عدم النظر اليه وملامحي تحمل علامات الاستغراب والتعجب فكان جوابه سهما نافذا بقلبي عندما قال لي: الاتفهمين ماابتغي يااسماء ؟؟ والله أنها المرة الاولى التي اقع في حب فتاة لم اعرفها ولم اتعامل معها الا لايام قلائل .ثقي أن كلامي هذا هو اشد من حافة السيف لقسوته على نفسي فلست ممن يبوح لأي شخص بمشاعره لكنك أسرتني من اول لحظة رأيتك فيها وبين كلامه العذب ونغمات صوته الدافىء لم تستطع يدي تحمل حمل قدحي فسقط على الارض متبعثرا بأجزاءه هنا وهناك .وماان نزلت الى الاسفل لانظف بقاياه حتى وجدت يدأ تلمس يدي بكل رقة وعطف رغم خشونتها لكنني شعرت بأنها قماش حرير ترتديه أفضل امراة على الارض وهنا....!! انتبهت لنفسي فابعدت يدي التي غرقت بحنين يديه وقلت له: ارجوك استاذ أنا لست من هذا النوع؟؟ قال بصوت ونبرة حديثة عليه يملأها الغضب ماالذي تتحدثين اليه؟ وكيف تسمحين لنفسك بان تفكري بنفسك وبي مثل هذا التفكير ؟ الاتعلمين من انتِ ومن أنا ؟ نظرت اليه وجسمي يرجف من شدة الخوف لما رايته من غضب لو تقسم على عالم الانس والجن لفزعوا من شدته .اعتذر لك لكنني اردت اخبارك وهنا قال لي أصمتي يااسماء .لقد طعنتني بخنجر مسموم .لو كنت مثل اولئك الاشخاص لما تحدثت مع أخيك بل تركتك الى أن تأتين وانتهز الفرص الكثيرة بيننا .لكن الله يعلم ماانا عليه وان كنتي تظنين بي هذا الظن فأذهبي ولن أزعجك بعد اليوم أبداً.لقد وقعت هذه الكلمات على أذني كالصاعقة فقلت له: حارث اعلم بماتشعر به وثق أنني ابادلك نفس المشاعر والله لكنني لااعلم عنك الكثير فاعذر زلتي تلك لأني احمل أسم عائلتي معي في كل مكان .انت تعلم إن سمعة الفتاة لاتخصها وحدها بل تخص اهلها وعشيرتها .نظر اليه وقال: وهذا الذي جذبني اليك أيضا .لأنك تحملين من الافكار ماتجعلك ترتقين الى درجة الملاك في نظري .واستمر يحدق بي وانا أتمنى أن تغادر هذه النظرات بعيدا ً عني وهنا ...؟؟ قال: بصوت رقيق جدا لم اعهده من قبل ( أحبك ياملاكي الغالي) لم استطع الوقوف فبدات اقدامي تسحبني بعيداً عنه وهو ينظر لي مبتسماً إبتسامة المنتصرين .لقد وقعت في حبه وانتهى وهو يعلم مااانا عليه الان .ومرت الايام وبدأت بالتعود عليه رغم أني مازلت اضع الحدود بيني وبينه لكن دقات قلبي كانت تزداد كلما ينظر الي او ينادي اسمي حتى اني شعرت بأن أسمي له نغمات لم اعرفها من خلاله فأحببته واحببت أن يبقى هو فقط من يذكره . حارث: اسماء أرغب ان ازوركم انا واهلي فهل لديك اعتراض ؟؟ نظرت اليه وأنا ارغب ان ارتمي بحظنه لولا العرف والتقاليد فقلت له: لامانع لدي سوف أخبر اهلي وارد لك الجواب .إبتسم ابتسامته المعهودة وقال انتظر الموعد بفارغ الصبر . وبعد مناقشة الامر مع والدّي تم تحديد الموعد .فأخبرته وفعلا حضر والديه للبيت وتمت قراءة الفاتحة ثم عقد القران بعد اسبوعين .وبدأ حارث يأتي الينا كثيراً فتغمرني السعادة والفرحة برؤيته ومرت الايام وقررنا تحديد موعد للزواج وتم بالفعل وبدأت التحضيرات لايجاد بيت جديد لي وتمت المناقشة في البيت وهنا .... !! قال ابي لي:يااسماء أن ورثة جيراننا ( ام عبدالله) قرروا بيع البيت فان كنتي ترغبين في العيش بالقرب منا فسوف اهديك اياه في الحال ؟؟!! وهنا .....؟؟؟!!! رجعت ذاكرتي لايام الحادثة فوضعت يدي على وجهي وبدأت أجهش بالبكاء وهنا ....!! قال لي حارث ما الذي يحدث لك يااسماء؟؟ قال ابي:لقد تعرضت لحادث مروع قبل سنين والان بدون قصد مني اعدته لذاكرتها ظنناً مني انها تجاوزته لكن الامر ليس مثلما ظننت وبدأ بذكر ماحصل وانا ازداد في البكاء حتى إني شعرت أن قلبي بيدي من كثرة مااصابني من آلالم .وهنا قال حارث لي: يااسماء ماعهدك بالجبن والخذلان بل عهدتك بامراة قوية الجبروت جزءا منها .نظرت اليه فقال: ياعم نحن نشتري هذا البيت .نظرت اليه والدموع تنهمر على خدي فقال محو الذكريات بالعيش فيها وفهمها وليس العيش فيها وتجنبها لذا عليك ان تخوضي هذه التجربة بقساوتها بآلامها لوحدك لتخرجي من ظلمتك الى البصيرة والنور ياعزيزتي .فكانت كلماته تشعرني بالراحة والاطمئنان فأكمل كلامه وقال: واين القران وصلاتك من ذلك كله ،دعينا نرا البيت الان وبين رفض وقبول من نفسي استسلمت لرغبته قائلة له: ياحارث انت رجل تخوض الصعاب كالجبل فلا تظنني مثلك؟؟ قال: بل أنت الجبل والحديد يا .... فسكت فشعرت بانه يريد أن يقول لي ياحبيبتي لكن خجله واحترامه لأهلي منعه .وهكذا بدأت حياة جديدة مع حارث في بيت لن ولم أفكر يوماً انه سوف يكون لي بعد الذي حدث .لكن الايمان بالله وارساله لي إنسان يشعرني بقوتي وقدرتي على العطاء من خلاله تدفعني الى خوض اشد المعارك لإكون سندا له في الحياة وهنا بدأت رحلتي الجميلة مع حبيبي حارث في بيتنا الجميل.
معلومات مصدر القصة
الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
Posted from: this blog via Microsoft Power Automate.
التعليقات على الموضوع