سهاد والقفل الملعون الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

سهاد والقفل الملعون الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

سهاد والقفل الملعون الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية


كان ياماكان كان هناك بيت مهجور لكنه يحوي اروع الاثاث والتحف وكان يحوي كراجاً يتحمل مختلف انواع السيارات ولم يعلم احد سبب هجره ،وفي يوم من الايام كانت هناك معلمة جديدة انتقلت الى مدرسة المنطقة التي يحوي هذا البيت وكان طريق ذهابها وعودتها يجب ان تمر من بينه وكان الوقت للعودة دائما يكون في الساعة الواحدة ظهراً ، ولم تكن تعلم إن هذا البيت سيكون من نصيبها ذات يوم .ومرت الايام واصبحت سهاد معروفة لدى جميع المنطقة باخلاقها وادبها وفجأة قالت لها صديقتها مها: سهاد ارغب ان أحدثك بشيء ما :؟؟!! سهاد: وماهو ؟؟ انظري إن ابن خالتي قد شاهدك واعجب بك جداً ويريد أن يخطبك لنفسه .نظرت سهاد الى صديقتها مها بإستغراب قائلة لها: وهل تعرف على اخلاقي وطبعي ؟ قالت مها عرف اخلاقك اما طبعك فيكون عند الزواج بالطبع .قالت سهاد : حسنا هذا رقم والدي فاليتصل به واذ كان له نصيب عندنا سيكون باذنه تعالى.وفعلا اخذ احمد ابن خالة مها الرقم واتصل بوالد سهاد، وبعد الاتفاق خُطبت سهاد لأحمد فعلاً.ومرت الايام وبدأت سهاد بتكوين أسرة تخدم الله تعالى من خلال إختيار بيت تجعله مقراً لها في ختم القران ونشره ،ففكرت أين تجد مساحة لبيت يكون قسمه لها الشخصي وقسم تعطي دروس في الدين مع صديقاتها ومن يرغب من منطقتها ،وبدأت التفكير في طريقة لشراء البيت بعد موافقة خطيبهاعليها،وفعلا ً بعد انتهاء الدوام اتصلت به قائلة له: مرحبا ً احمد كيف حالك ،بخير والحمد لله أجاب احمد وبعد التحية والسؤال عن بعضهما البعض ،ذكرت سهاد فكرتها لاحمد فقال لها، سهاد هل تسمحين ان احضر اليوم الى بيتكم قالت: اهلا وسهلا لكن لماذا ؟؟ قال: عندما أحضر سوف تعلمين ماالذي اقصده يا عزيزتي .وعند الساعة السادسة رن جرس الباب ففتح الباب اخ سهاد الصغير سمير .فسلم عليه احمد مقبلاً خدية وقال له: هل عمي موجود؟؟ فقال له نعم تفضل إنه ينتظرك في غرفة الاستقبال .وماإن دخل حتى وجد الاب والام وسهاد وابنة عمها وداد فسلم عليهم جميعا ً وجلس بعد أن طلب منه والد سهاد أن يجلس وبعد الجلوس وتقديم واجب الضيافة له ،قال والد سهاد (نجاح) قلي ياولدي ماذا تخفي في جعبتك من اسرار ٍ لنا ؟؟!! قال احمد :ياعم انت تعلم مقدار سروري وفرحي بخطبتي من سهاد والى هذه اللحظة لكنني ارغب ان انبهها بخطورة فكرتها؟؟!! نظر الجميع الى بعضهم البعض باستغراب قائلين: خطورة !! قال احمد نعم ياجماعة الخير ،إن لهذا البيت حكاية غريبة وعجيبة إن سمعتموها فلن تترددوا في الابتعاد عن فكرة شراء هذا البيت وخاصة انت يا سهاد .لقد كان هذا البيت يعود الى طبيب مغترب من الامارات وكان هو وعائلته في احسن حال اذ كان لديه زوجة وولدان وكان لايسمع لهم صوت ابدا بسبب اخلاقهم العالية جداً وفي يوم كان الاب خارج البيت وكانت الام تطبخ الطعام فسمعت الام صراخ ولديها فركضت نحوهم فلم تجد غير الدماء على الارض وعلى الجدران والسلالم وبعض الريش لطائر غريب وحجم الريشة لم تعهده من قبل .نظرت سهاد اليه قائلة: وماالذي حدث لاطفالها ؟؟!! نظر احمد قائلا ً لها : الى الان لايعرف احد ماذا حصل لهما .واين الام والاب ؟؟؟؟؟سألت ام سهاد: احمد: لقد تركوا المنزل بلا رجعة وطلبوا من مختار المنطقة أن يبيعه بارخص الاثمان لانهم لايرغبون به وبماله بل سيجعلون من المال صدقة جارية لاولادهم.سكت الجميع ثم قال نجاح والد سهاد: القرار قرارك اما أن تتمسكي بحلمك او تنهينه كما ترغبين؟؟ نظرت اليه سهاد قائلة : هل استطيع أن افكر ياوالدي ويااحمد ؟؟ هز الاثنان رأسيهما بالموافقة وقالا لها: بالطبع ياعزيزتي .ومرت الايام وسهاد تفكر كثيراً في ايجاد وسيلة لحل مشكلتها وهنا ....؟؟!! فكرت بشيخها الذي كان يدرسها في حلقتها فاتصلت بأحمد وقالت له: أحمد هل تستطيع ان تأتي معي بعد ان أحصل على موافقة من أبي .احمد الى اين؟؟؟!!! سهاد هناك شيخ لي كان يدرسني سابقاً ارغب بصحبته الى ذلك المنزل ليقرأبه ايات الله ويطهره من اي شر فيه .احمد امازلتي تريدين شراء هذا البيت ؟؟ سهاد وبكل إصرار نعم وطبعا.سكت احمد وقال: حسناً حسناً،انتظري في المدرسة وسوف أتي واخذك من هناك ولكن ابلغي البيت بالامر .قالت سهاد: لقد بلغتهم بالامر ومرت ساعة واذا احمد والشيخ معاً فخرجت سهاد اليهم وهي فرحة لما فعله احمد لانه عبر عن مقدار احترامه لماتريد وبعد سير قليل وصلا الى البيت وهنا.....؟؟ شعر الشيخ بشيءٍ مزعج وبدا يقرأ المعوذات وطلب منهم ذلك ايضا .اما احمد فقط تكلم مع حارس البيت عن رغبتهم بشراء البيت من صاحبه الجديد فمنحه الحارس المفتاح للدخول وبقى هو خارج البيت .وسار الثلاثة نحو الداخل وماان فتحوا الباب حتى وجدوا بيت اصابه تراب الزمن واثاث قد غمرتها الاوساخ وصور قد بكت على اصحابها وهنا....قالت سهاد انظرا لهذه الريشة كأنها جديدة كأن الطير مر من هنا منذ لحظات !! وبدأ الثلاثة بقراءة القران والتسبيحات الكثيرة .وبعد تفحص البيت لاحظت سهاد إن هناك كراج للسيارات فذهبت بإتجاهه وكذلك احمد اما الشيخ فقد ظل يقرا القران ليطهره ويبعد الشر عنه اما سهاد فبدأت بتفحص المكان بدقة وفجأة بدأت بالصراخ فركض احمد بإتجاه الصوت لكن الصوت اختفى وبدأ يبحث ويبحث حتى وجدها وهي في ذهول تام فنظر اليها وبدأ يكلمها من غير جدوى وهنا بدأ يضرب على خدها لتشعر بماحولها فالتفتت اليه ونظرة خوف وفزع في عينيها لكن لسانها لم يساندها كأن شيئاً اصابة فقال لها: سهاد هل تدركين من أنا هل تشعرين بما يجري حولك؟؟ نظرت اليه قائلة نعم نعم والحمد لله. قال لها : ماالذي اصابك بالله عليك ؟؟ نظرت اليه قائلة : لن تصدق إن أخبرتك يااحمد !! قال لها: قولي ولاتنطقي بدلاً عني .قالت وانا ابحث في هذا الكراج لمحت شيئاً يسير خلفي كلماانظر يختفي ،قلت في نفسي إن الخوف تملكني وسيطر على أعصابي وبدأت اقرأ سورة إلايلاف ليطمئن قلبي وفجأة !! اسمع صوتاً يناديني بسهاد سهاد ؟؟ وأنا أنظر أجد يد طفل صغير وعليها وجه طفل صغير ايضا ً وهنا نظر احمد اليها بإستغراب شديدٍ قائلاً أيعقل هذا ياسهاد لو قلت جني او ملك أصدقك لكن يد تتحرك بمفردها وايضا داخلها وجه طفل وهو يتكلم وهنا...؟؟!! ظهرت اليد فقفزا بسرعة البرق مختبئان خلف سيارة كبيرة وهنا بدات سهاد تبكي وصوتٌ يطرق على السيارات بقوة ويقول لن تتخلصا من شروري ابداً لقد تجاوزتما الحدود المسموحة لكما ايها الملعونان . وهنا ظهر الشيخ وفي يده القران وهو يتلوا سورة الكهف بصوت عالٍ مرة وسورة البقرة مرة اخرى واليد تصرخ تصرخ تصرخ الى أن عم الهدوء في المكان وهنا قالت سهاد علينا أن نخرج الان وحالاً .قال احمد لن اخرج الا بعد أن اعلم ماالذي يحدث وهنا .....!! رأى من بعيد باب مغلق بقفل كبير .ركض باتجاهه تتبعه سهاد والشيخ حاول ان يكسره لم يستطع وهنا راى الشيخ قطعة من الحديد فقال له خذ واكسره ،وفعلا ً بدأ بالضرب فانكسر ولمااراد أن يفتح الباب قال له الشيخ دعني أدخل اولا لانني احمل قراني بيدي ولن يضرني شيء باذنه تعالى وفعلا ً وافق احمد وبدأ الشيخ يتلو{ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [البقرة:102]،وهنا بدأت الاصوات والصراخ يدب في كل مكان لكن الشيخ كان صوته اقوى واشد وهنا....!! بدأت أجسام غريبة تطوف في المكان تضرب أجسام الموجودين وهم يتلون القران وظل الوضع على هذا الحال الى أن توجه احمد نحو شباك الغرفة ففتحه فاذا هو يشاهد اشكال مختلفة مخرعة من رأس ويد وجسم بلا رأس ورأس بلا جسم واعين في سماء الغرفة وهنا بدأ يقرأسورة الاخلاص (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ)ثم سورة الفلق: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، مِن شَرِّ مَا خَلَقَ، وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ، وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ، وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) و(وَالصَّافَّاتِ صَفّاً (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْراً (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْراً (3) إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ(7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)
*( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً (45) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِـي آذَانِهِمْ وَقْراً, وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَـى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً )( الإسراء) * ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً ) (65) الإسراء
*  وسهاد تردد خلفه الاذان ٥ مراتٍ بصوت ٍ عال وهنا لاحظ الشيخ خروج الاجسام المتلاشية من خارج النافذة وهي تصرخ تصرخ وتأمر الموجودين بالسكوت لكن الجميع كان مصمم على إخراجهم وماإن شعر الشيخ واحمد بالهدوء التام والسكينة في القلب حتى بدأوا باغلاق نوافذ الغرفة في الكراج فقال احمد للشيخ: هل إنتهى كل شيء ياعم ؟؟ قال بإذن الله تعالى لكن دعني أسالك سؤالاً قبل المغادرة ؟ قال احمد: وماهو؟؟ الشيخ: الايات التي قراءتهالايعلم قوتها الا العلماء والشيوخ ؟! فقال أحمد انا ابن الشيخ الكبير عبد الله بن حمد إمام وشيخ الكتاب والقراء العرب .قال الشيخ لسهاد ونعم الاختيار ونعم النعمة التي منحها لك الله بزوج صالح وبيت نظيف من الان بأذنه تعالى .وهكذا بدأت سهاد وأحمد بشراء بيتهما الجديد وبعد التعمير والترتيب اصبح البيت قصراً جميلاً يتلوا فيه القران وخاصة سورة البقرة التي طهرته من كل شيطان مارد ولم تنسى سهاد وعدها لنفسها باقامة حلقات دينية لحفظ القران وتعلمه يومياً لتكون صدقة جارية على ارواح اصحاب البيت اولا وليعم الخير فيه ثانياً ويكون اول بيت بدأت به حلقات تنير قلوب المؤمنات الخاشعات لله وبهذا تبقى كلمة الله هي العليا اولا ً واخيراً وهكذا انتهت أزمة سهاد والقفل الملعون بأذنه تعالى.
معلومات مصدر القصة 
الكاتبة : قصة للاستاذة سهاد نجاح ماجستير لغة عربية تأليف المعلم الجامعي سوسن لطيف المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

Posted from: this blog via Microsoft Power Automate.

ليست هناك تعليقات