قصة ام النوارس الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

قصة ام النوارس : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

قصة ام النوارس : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

 

قصة من الواقع انا ام عمري ٣٠ سنة طيبة القلب محبة لبيتي ولعائلتي مضحية لهم اعمل ليلاً ونهاراً من اجل ان يكونوا سعداء وعائلتي تتكون من زوجي وابنتي طيبة وناردين وعبودي ولدي الوحيد المدلل ٠ كنت اتعامل مع اولادي كأني صديقتهم الرابعة وكانوا يحبونني ويذكرون لي كل مايمر بهم في المدرسة ٠ولم اعلم هذا البيت الجميل سوف تمر عليه ايام سوداء كسواد الليل وان الحب الدافىء سيجعلهم يحترقون به بسبب عدم اعتمادهم على انفسهم بل الاعتماد على امهم ٠ففي يوم كان جميل ورائع وكنت اظنه كباقي الايام التي مضت تشع منها اشعة الحب والحنان والالفة والعواطف الجياشة التي كان يحملها الجميع الى بعضهم البعض ٠خرجت مع زوجي لجلب مستلزمات البيت وكانت ابنتي طيبة اكثر شخص ينظر الي كانها تودعني حتى اني قلت لها بسخرية : ماذا بك تنظرين لي كأني لن اراك ثانية ياحبيبتي ٠نظرت الي واغلقت نصف الباب ثم رجعت ونادت امي امي وارتمت بحضني وبكت حتى شعرت ان قلبي سقط بين ذراعيها من شدة الخوف عليها ٠

قلت لها: وردتي الغالية سوف اذهب مع والدك الى السوق لاتخافي لديك اخت اقوى من الاسد واخ اشد من الرياح في قوته٠ سكتت وودعتني ولم اعلم ان هذا الوداع هو الوداع الاخير ٠ وغادرت وقلت لها لاتفتحي الباب لاي شخص كان واضح٠ اجابت نعم يا امي ٠ وغادرنا انا ووالدها وانا جالسة افكر بتصرف طيبة الغريب وفجأة ! ظهرت لنا قطة سوداء لم يستطع ان يتحاشاها زوجي فدهسها فصرخت وبكيت٠ فقال لي: ياعزيزتي انت شاهدت ماحدث لم استطع التخلص من هذا الموقف الصعب٠ قلت نعم اعلم لكن تبقى حيوان له روح ٠ سكتنا وما ان وصلنا نحو السوق خرجنا وبدأنا بالشراء واندمجت بالشراء ولكن! فجأة شعرت بوجع في قلبي كأن شيء حدث لبناتي وولدي لكني تعوذت من الشيطان ٠ ولكن قلبي اخرج تنهيدة قوية نطقها فمي جعلته ينتبه لي فقال زوجي: ماذا بك لماذا هذه الحصرة القوية ؟ هل تشعرين بشيء ما؟ نظرت اليه وقلت : لا اعلم لكن اشعر اني اطفالي اصابهم شيء ما؟ قال: لاتخافي لاتخافي٠

وهنا بدأ الصراخ لقد شب حريق في بيت ام عبد الرحمن ٠ نظرنا الى بعضنا البعض حتى اننا رمينا اغراضنا وركبنا سيارتنا بسرعة من غير ان اشعر اني فقدت فردة من حذائي ٠ وعند بداية الطريق المؤدي الى بيتنا وجدت اناس كثر مجتمعون حول بيتنا ٠ وسيارة الاطفاء قريبة جداً من بابنا ٠ ركضت نحو الباب لكن الشرطة منعتني ٠انا صاحبة هذا البيت ٠ وركض زوجي نحو المسؤول عن سيارة الاطفاء ارجوك نحن اصحاب البيت واطفالنا بالداخل دعنا ندخل٠ اجاب : اعتذر النيران في كل ارجاء البيت ٠ لن اسمح لكم بالدخول٠ قلت: اولادي اولادي٠ وبدأت اصرخ وانادي باسمائهم لكن لا احد يجيب ٠ وبعد مرور ساعتين استطاعوا اخماد النار التي في البيت لكنهم لم يستطيعوا اخماد النار التي شبت في قلبي ابدا ولم ولن تنطفىء الى الان كلما اسمع عن حريق في بيت ما ٠ وبعد الانتهاء بدأت سيارة الاسعاف تنقل الجثث وفجأة ظهر عبدالرحمن راكضا نحوي قائلا: امي امي مالذي حدث ياامي؟ نظرت اليه وحضنته بقوة كاني اعوض حضن ابنتي به لكن ! اه من الفراق كيف يدمر النفس ويجعل كل بيت عامر خراب ٠ وفي المستشفى ماتت قرة عيني واحبابي ومن كنت اعيش لاجلهما٠ هل ياترى قدري هذا ام قدرهم ونصيبهم من الدنيا التي لم تمنحهم  الا الدماء والموت المفاجىء ٠ ومرت السنين ولم تمر ذكراهم الا وقد اخذت مني انفاسي وعمري لكني كنت اقوي نفسي بزوجي وابني عبد الرحمن لكن حتى هذه القوة اختفت عندما فقدت سندي الوحيد في الدنيا بعد الله زوجي وقلادتي الغالية والعسل الذي يحلي ايامي ٠لكن بقى الامل بأمر الله لان الحياة تستمر بهم او بدونهم وبقيت انا وعبد الرحمن يسند بعضنا البعض الى الان ولم اجعله يشعر بفراغ افراد العائلة رغم صعوبة الموقف حتى يكون رجلا قوياً مثل والده ويجعل من مأساتنا طريقا للنجاح والامل.
معلومات مصدر القصة 
الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

Posted from: this blog via Microsoft Power Automate.

ليست هناك تعليقات