روبوت G1 البشري يجر سيارة بوزن 1.4 طن: اختبار القوة والتوازن بنظام THOR
في استعراض مذهل لقدرات الذكاء الاصطناعي والتحكم الحركي المتقدم، تمكن روبوت بشري صغير الحجم من سحب سيارة ركاب تزن 1400 كيلوغرام على سطح مستوٍ مائل قليلاً. هذه التجربة الرائدة أجرتها أكاديمية بكين للذكاء الاصطناعي (BAAI) بالتعاون مع شركة يونتري، باستخدام نموذج الروبوت G1.
الحدث، الذي تم توثيقه في فيديو نشرته الأكاديمية على منصة X، كشف عن الروبوت وهو يقوم بضبط وضعيته وإعادة توازن جسمه بدقة عالية قبل الانخراط في عملية سحب السيارة من مكانها. هذا المشهد يجسد مزيجًا متقنًا من القوة الميكانيكية والتنسيق الحركي المعقد.
ملخص أبرز إنجازات روبوت G1:
- نجح روبوت G1، الذي يزن 35 كجم فقط، في سحب حمولة تزن 1400 كجم.
- التحدي لم يكن في القوة العضلية الخام، بل في إدارة وتوزيع الوزن وتوليد الدفع.
- تم التحكم في الروبوت بواسطة نظام THOR المبتكر (Towards Human-level Whole-body Reaction).
- يعتمد نظام THOR على نماذج تعلم عميق لتنسيق حركة الجسم بالكامل في الوقت الفعلي.
- هذا النجاح يفتح الباب أمام تطبيقات الروبوتات في الخدمات اللوجستية والإنقاذ في الأماكن الضيقة.
على الرغم من أن السيارة كانت متوقفة على أرضية ملساء، مما قلل من مقاومة الاحتكاك، إلا أن عملية السحب تتطلب قوة شد أولية تتجاوز 400 نيوتن تقريبًا. هذا الرقم يعد تحديًا كبيرًا بالنظر إلى أن روبوت G1 نفسه يزن 35 كيلوغرامًا فقط ويبلغ ارتفاعه 1.32 مترًا، مما يثير تساؤلات حول قدرته على توليد هذه القوة. ومع ذلك، لم يكن التحدي الرئيسي هو القوة المادية الخام، بل كان في إظهار قدرة الروبوت على إدارة وتوزيع وزنه بكفاءة، وتنسيق حركته، وتوليد الدفع اللازم عبر أطرافه، محاكيًا بذلك التوازن البشري الديناميكي المطلوب في مواقف الضغط العالي.
نظام THOR: السر وراء التوازن الخارق لروبوت G1
الابتكار المحوري في هذه التجربة هو نظام التحكم المطور من قبل أكاديمية BAAI، والذي يحمل اسم THOR (اختصارًا لعبارة: Towards Human-level Whole-body Reaction). لا يقتصر نظام THOR على إدارة حركة الأطراف بشكل منفصل، بل يضمن التنسيق الكامل لحركة الجسم بأكمله في الوقت الفعلي. ويعتمد هذا النظام على نماذج تعلم عميق تم تغذيتها بآلاف السيناريوهات الحركية المعقدة. هذا التعاون المثمر بين BAAI ويونتري سمح بالدمج السلس بين المعدات الميكانيكية المتقدمة والبرمجيات الذكية، مما أسفر عن روبوت يمكنه تنفيذ مهام تتطلب توازنًا ديناميكيًا عاليًا واستجابة فورية لأي تبدلات تطرأ على الحمولة أو طبيعة السطح.
إن نجاح الروبوت G1 في إنجاز هذه المهمة الشاقة دون أن يفقد توازنه أو يتعرض لأي تعثر يمثل شهادة على النضج الذي بلغته تقنيات التحكم الحركي. هذا الإنجاز يفتح آفاقًا واسعة للاعتماد على الروبوتات في قطاعات حيوية، مثل الخدمات اللوجستية، والعمليات الصناعية، وصولًا إلى مهام الإنقاذ في سيناريوهات الطوارئ. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحجم المدمج للروبوت يجعله خيارًا مثاليًا للعمل في المساحات الضيقة أو المزدحمة، مما يتيح تطبيقات جديدة ومبتكرة ضمن البيئات الحضرية والمصانع الحديثة.
إن تجربة سحب السيارة التي أجرتها أكاديمية BAAI باستخدام روبوت G1 هي أكثر من مجرد استعراض للقوة؛ إنها دليل عملي على أن الروبوتات البشرية الصغيرة باتت قادرة على التفاعل بذكاء مع البيئات المعقدة وتنفيذ مهام تتجاوز قدراتها المادية الظاهرة. ومع استمرار تطور أنظمة التحكم مثل THOR، نتوقع أن تشهد السنوات القادمة دمجًا أعمق للروبوتات في حياتنا اليومية والعملية، مما يعيد تعريف حدود التفاعل بين الآلة والإنسان في المستقبل القريب.
التعليقات على الموضوع