الطائرات الشمسية بدون طيار: مستقبل شبكات الجيل الخامس (5G) العائمة في الأجواء
في خطوة ثورية نحو إعادة تعريف البنية التحتية للاتصالات، يتجه الاهتمام نحو السماء حيث يمكن للطائرات غير المأهولة أن تحل محل أبراج الاتصالات التقليدية. يمثل هذا التطور نقطة تحول حاسمة لضمان التغطية المستمرة في أصعب البيئات وأكثرها عزلة. هذا المقال يستعرض تفاصيل مشروع "الطيران الدائم" الطموح الذي يدمج قوة الطاقة الشمسية مع سرعة الجيل الخامس.
- مشروع مشترك بين "سكاي دْويلَر آيرو" ونوكيا والبحرية الأمريكية لتطوير منصة "الطيران الدائم".
- استخدام طائرات شمسية بدون طيار قادرة على التحليق المتواصل لمدة تصل إلى 90 يومًا.
- دمج نظام "شبكة الجيل الخامس في صندوق" (5G Network-in-a-Box) لتحويل الطائرة إلى برج اتصالات طائر.
- توفير تغطية 5G آمنة ومرنة في المناطق المعزولة أو أثناء العمليات العسكرية وحالات الطوارئ.
قد تصبح الطائرات غير المأهولة ركناً أساسياً في أبراج الاتصالات، إذ أعلنت شركة "سكاي دْويلَر آيرو" بالتعاون مع نوكيا عن مشروع مشترك مع البحرية الأمريكية يهدف إلى تطوير منصة اتصالات جوية تعتمد على طائرة شمسية طويلة التحليق تُعرف باسم "Perpetual Flight" (الطيران الدائم). هذا المشروع يأتي ضمن برنامج أبحاث الابتكار للأعمال الصغيرة التابع للبحرية الأمريكية، ويهدف إلى إنشاء عقدة اتصالات جوية قادرة على توفير تغطية شبكات الجيل الخامس (5G) في البيئات الصعبة والمعزولة.
تقنية التحليق الدائم: 90 يوماً من التغطية المستمرة بشبكة الجيل الخامس
الطائرة المستخدمة في هذا المشروع هي طائرة بدون طيار تعمل بالطاقة الشمسية بالكامل، وتتميز بقدرتها على التحليق المستمر لمدة تصل إلى 90 يوماً دون الحاجة إلى الهبوط. هذه الميزة تجعلها مثالية لتوفير تغطية اتصالات طويلة الأمد فوق مناطق واسعة، خاصة في حالات الطوارئ أو في البيئات العسكرية التي تفتقر إلى بنية تحتية أرضية. الطائرة مزودة بألواح شمسية تغطي جناحيها بالكامل، وتقوم بتخزين الطاقة في بطاريات متقدمة تتيح لها العمل ليلًا ونهاراً.
الابتكار الرئيسي في هذا المشروع يتمثل في دمج نظام "5G Network-in-a-Box" (شبكة الجيل الخامس في صندوق) داخل الطائرة، وهو نظام مدمج يحتوي على جميع مكونات شبكة الجيل الخامس في وحدة صغيرة الحجم. هذا النظام يتيح للطائرة أن تعمل كبرج اتصالات طائر، يوفر تغطية 5G آمنة ومرنة للقوات العسكرية أو فرق الإنقاذ أو حتى للمناطق النائية التي لا تصلها الشبكات التقليدية. وتُعد هذه الخطوة نقلة نوعية في مجال الاتصالات اللاسلكية، حيث يمكن نشر الشبكة في غضون ساعات دون الحاجة إلى بنية تحتية أرضية.
يعتمد النظام على تقنيات متقدمة في الذكاء الاصطناعي والتحكم الذاتي، حيث يمكن للطائرة تعديل موقعها وارتفاعها لتوفير أفضل تغطية ممكنة حسب الحاجة.
بهذا المشروع، تفتتح "سكاي دْويلَر آيرو" والبحرية الأمريكية آفاقاً جديدة في عالم الاتصالات المحمولة، حيث تلتقي الطاقة المتجددة مع تقنيات الجيل الخامس.
يمثل مشروع "الطيران الدائم" نموذجًا للابتكار العسكري والمدني الذي يستغل قدرات الطائرات طويلة التحليق لتجاوز قيود البنية التحتية الأرضية. إن القدرة على توفير شبكة 5G كاملة وآمنة لمدة ثلاثة أشهر متواصلة من الجو تعد إنجازًا هندسيًا ضخمًا، وهي تؤكد الدور المتنامي للطاقة الشمسية والتحكم الذاتي في دعم متطلبات الاتصالات الحديثة والمعقدة، مما يمهد الطريق لمرونة غير مسبوقة في نشر الشبكات حول العالم.
التعليقات على الموضوع